البنى الصوتية في الأحاديث القدسية "دراسة معملية- فونولوجية"

Abstract

يسعى البحث إلى إخضاع الصوت اللغوي قيد الدراسة من خلال الوقوف على البنى الصوتية في مدونة قدسية "الأحاديث القدسية" وقوفا معمليا وفونولوجيا، على اعتبار أن الدراسات الصوتية لم تتكشف عن جميع الحقائق والمعطيات، بعدم تناولها مختلف مواضيع الدراسة الصوتية وبقائها محصورة في الجانب الفيزيولوجي، دون الجانب الفيزيائي والسمعي والمعملي، ولم تجهد كثيرا في تقديم تحليلات معملية وفيزيائية وإعطاء الدرس الصوتي حقه، كما أن مسائل البحث في الدراسة الفونولوجية بقيت بعض أمورها معلقة لم تستقر بعد، وعلى اعتبار أن الحديث القدسي له وقعٌ يلامس شِغاف القلب لما فيه من معان وقوى تعبيرية فهو إيحاء ووحي من الله تعالى. ودراسة البنى الصوتية في الأحاديث لها أهمية كبيرة فـي فهم اللغة واستنباط مفاهيمها الواسعة وخدمة كلام الله والتعمق فـي أصوله ودقائقه، ومسايرة احتياجات العصر ومتطلباته واقتحام ميادين العلوم والتكنولوجيا، والكشف عن الآليات الفيزيائية التي تمنحها لنا الأجهزة والبرامج للاستفادة منها بشكل يتناسب والدراسة، ويهدف البحث إلى دراسة مسألة من أهم المسائل وهي الصوت اللغوي تحت المعملبالنظر في الأحاديث القدسية، ولاتزال كثير من القضايا غامضة ومجهولة ونحن في أمس الحاجة إلى إظهارها وتفسيرها وتحليلها، والصور التي يمكن أن تظهر فيها بعض الظواهر فوق مقطعية في التحليل الطيفي باستخدام المحددات الفيزيائية "تردد رئيسي وشدة صوتية ومدة زمنية" مع مختلف الأصوات اللغوية، ومحاولة اختبار مواقعها مع تفسيرها إن أمكن ذلك، كما يمكن استغلال هذه الدراسة الصوتية والمقطعية وأمثالها فـي طريقة ضبط تعلم الأداء الصحيح للغة العربية للأطفال ومرضى التلعثم والحبسة وغير ذلك، وعلى هذا المنوال باعتماد المنهج الاختباري التجريبي والوصفي التحليلي، كانت دراستنا في جانبين: الجانب المعملي: تناولنا الأحاديث القدسية صوتيا تحت المعمل أو التجريب بواسطة برنامج "براتpraat"، وذلك بعد أن قمنا بتسجيل الأحاديث القدسية من طرفنا في غرفة معزولة عن الضجيج كي لا يظهر مع التسجيل الصوتي أي خدش من شأنه أن يشوش التسجيل، كما قمنا بإبعاد الميكروفون مسافة 30 سم وهذا لسلامة التسجيل وفقا لمعيار التسجيل الصوتي في برنامج برات praat، ثم رافقنا نتائج التسجيل في معطيات فيزيائية تعرفنا من خلالها على النبر والتنغيم حسب المصطلحات الفيزيائية، وتوصلنا إلى أن النبر يحمل ثلاثة أنواع "نبر المدة الزمنية" و"نبر التواتر الرئيسي" و"نبر الشدة الصوتية"، كما تعرفنا على خاصية السرعة في المقاطع المنبورة ووضحنا من خلاله أثر العمليات الفيزيولوجية في التحكم في السرعة، وانتقلنا إلى أنواع المنحنيات التنغيمية والنغمات التي يتصف بها كل منحنى من "نغمة صاعدة" و"نغمة هابطة" و"نغمة صاعدة هابطة" و"نغمة هابطة صاعدة" و"نغمة مستوية". الجانب الفونولوجي: تناولنا فيه وظائف المقاطع والجمل التنغيمية في الأحاديث القدسية، فالمقاطع الصوتية تنوعت تنويعا أودع فيه وأضفى على دلالاته جمالا وإبداعا في بيان الأحكام، فأشكالها وتواليها من أهم العوامل التي تشكل الدلالة وتوجب الفاعلية، أما الجمل التنغيمية؛ فقد حاولنا الوقوف على أغراض وتوجيهات مختلفة جاءت على سبيل النصح والإرشاد والتعجب والسخرية والتهكم كلٌ منها يسوق النفس البشرية للتنبيه والاحتكام لأوامر الله عزّ وجلّ.