السلوك البيئي للمستهلك كمدخل لتحقيق التنمية المستدامة دراسة ميدانية لسلوك المستهلكين في ولاية قالمة

Abstract

لقد أفرزت التطورات في العقود الأخيرة نقاشا جادا وحادا حول علاقة الاستهلاك بالمشاكل البيئية التي تعيشها الكرة الأرضية، حتى أصبحت قضية إعادة النظر في أنماط الاستهلاك الحالية في صلب الإهتامات والنقاشات الخاصة بالتنمية المستدامة، وهو ما حاولت الدراسة الحالية تسليط الضوء عليه، من خلال معالجة إشكالية العلاقة بين التنمية المستدامة والسلوك البيئي للمستهلكين، بحيث عالجت الدراسة الموضوع في خمسة فصول تناولت مختلف الدراسات النظرية والميدانية التي تمحورت حول الاستهلاك وعلاقته بالتنمية المستدامة ومحددات السلوك البيئي للمستهلك، واقع وتحديات الاستهلاك والبيئة والتنمية المستدامة في الجزائر، مع القيام بدراسة ميدانية على عينة من المستهلكين من ولاية قالمة قدرها (270 مفردة) ، لدراسة سلوكياتهم البيئية و العوامل المؤثرة عليها، مع و إبراز دورها في تحقيق أهداف التنمية المستدامة وحماية البيئة، من خلال تصميم إستبانة لجمع المعلومات ثم تحليل النتائج واختبار الفرضيات بالأساليب الإحصائية المناسبة. توصلت الدراسة إلى أن الجزائر تواجه تحديات كبيرة متعلقة بالآثار التي تحدثها الأنماط الاستهلاكية السائدة على البيئة والتنمية في البلد، وهو ما يجعل من الضروري على الدولة وضع سياسة وطنية واضحة ودقيقة متعلقة بترقية الاستهلاك المستدام في إطار الإستراتيجية الوطنية للتنمية المستدامة، وإعطائها المزيد من الاهتمام و التركيز. كما بينت النتائج أن المستهلكين يتميزون بمستوى مقبول جدا من المعرفة والاهتمام بقضايا البيئة والتنمية المستدامة، بالإضافة إلى القيم البيئية، لكنها في الواقع لا تؤثر كلها على سلوكياتهم البيئية، بحيث بينت نتائج الاختبار الإحصائي أن السلوك البيئي للمستهلكين يتأثر بالمعارف و القيم البيئية بالإضافة إلى سمات الشخصية وعدد الأطفال، وهو ما قد يساعد في فهم كيفية التعامل والتأثير في المستهلكين حتى يتبنوا سلوكيات مسئولة بيئيا.