Please use this identifier to cite or link to this item: http://dspace.univ-guelma.dz/jspui/handle/123456789/12670
Title: فلسفة الدين وعودة المقدس عند مارتن هيدغر
Authors: مسيكة, خولة
Keywords: الدين المقدس التقنية عودة الاله
Issue Date: 15-May-2022
Abstract: انصب اهتمام هيدغر مارتن على نقد مرتكزات المشروع الحداثي وتقويض أساسه الميتافيزيقي من أجل تشخيص الأزمة الروحية التي كابدها إنسان هذا العصر، وانطلاقا من هذه الرؤية استدعت الضرورة –وفق ما قرره هيدغر- التساؤل حول دور المقدس، هذا الأخير الذي لا يمكن طرحه بمعزل عن سؤال الوجود لأنَ فلسفة الوجود توحي بإمكانيات جديدة لفكرة الإله وربما كانت هذه الإمكانيات أكثر تطورا من مفهوم الألوهية التقليدي وبذلك يمكن الذهاب إلى أن كتابات هيدغر عن الوجود إنَما هي محاولة غير صريحة للبحث عن الإله وتعبير مقنع عن الإيمان بوجوده، وأن تعبيراته الغامضة الصعبة تخفي ورائها موقف إزاء الدين وأمثلة ذلك واضحة في حديثة عن التصميم فهو في الدين الطريق إلى تجنب المعصية ويعبر عن النفس اللَوامة أمَا عند هيدغر هو الطريق إلى الوجود الحقيقي، والموت في الدين حقيقة لا مفر منها وهو عند هيدغر إسراع لتحقيق الإمكانات والأبدية وانبثاقية للآنية في العالم. بهذا المعنى يظهر جليا أن أسئلة الوجود هي أسئلة دينية كما أنً بحثه في خلاص الموجود "الإنسان" وكلامه عن القلق والموت تحيل إلى إيحاءات دينية يغلب عليها طابع لغوي لاهوتي، إذن فالدافع العميق المحرك له هو الدين وقد حاول من خلال جميع الأسئلة التي طرحها إلى التحرر من التيولوجيا بمعناها التقليدي التي نشأ عليها وقد أشار إلى ذلك غادامير قائلا "عبر السنين أصبح توجهه نحو اللاهوت بكلا طائفيته الكاثوليكية والبروتستانتية توجها نقديا، ولكن قد يسأل المرء أليس وجود نقد كهذا لعلم اللاهوت يبين أن الله سواء أكان ظاهرا أم مخفيا ليس كلمة جوفاء بالنسبة له. انطلق هيدغر من نقده لمفهوم الإله المسيحي وفي الوقت ذاته دعا إلى ضرورة تجاوز فكرة الإله كما قدمته الميتافيزيقا الغربية، حيث أنَ ما ينكره على الإله المسيحي- الأفلاطوني هو كونه إلها أخلاقيا أي أنه وجد لغاية عملية هي التشريع للقيم الإنسانية وبالتالي يبقى وجوده مشروطا، وهذا حط من ماهية الإله، هذا ما أدى إلى سقوط قيمة الإله المسيحي، هذا الإله الذي كان في ما مضى رمز للقوة والجبروت أضحى مجموعة طقوس عملية لا تكاد تؤدى بصفة خالصة، إن هذا الاختزال للأوامر والنواهي الإلهية هو اختزال للإله في حد ذاته، بأن يكون مثله مثل أي حضور في الوجود يتوقف دوره عند تلك الشعائر وينتهي عندها في حين أن الماهية الحقيقية للإله تنكشف داخل أفق الوجود ولا تنحصر في إحدى تجلياته العملية، فأفق التفكير الهيدغيري في البحث عن الكينونة ينتهي إلى أنه لا يمكن التفكير في المقدس بمعزل عن الوجود، فكلاهما مرتبطان بالماهية الجوهرية للإنسان فمتى ما تحقق الوجود الأصيل استطعنا النفاذ لمعنى الحياة تحت تجلي المقدس فالمآلات الدينية لسؤال الوجود الذي جاهد في إثارته، ومحاولة الإجابة عليه ما هو في الحقيقة إلاَ من أجل فتح السبيل لعودة المقدس. إنَ عودة المقدس عند هيدغر تُنتج إله يتميز عن صورته كما اختطتها الديانة المسيحية أي أرسومة الإله الخالق، لذلك يعتبر هيدغر تيولوجي من حيث المبدأ والمنتهى فقد انصبت فلسفته الأخيرة على تهيؤ الفكر للتحرر مما رسخته النزعة الاسمية من أحكام حول الوجود والدين فقد نحت مهمة جديدة للإله يقول "إله واحد بإمكانه إنقاذنا وليس لنا إلاً الفكر والشعر لتهيئة ظهوره أو اختفاءه، ذلك أننا سنهلك إلى حد السقوط في غياب الإله، إذا فالنجاة لن تكون إلا بالتفكير والشعر ومقتضى هذا كالتالي: يذهب هيدغر إلى اعتبار اللغة جهاز تراسُلٍ بيننا وبين جوهر الإنسان وذلك من جهة فالتفكير هبة الوجود الذي يمكن أن ينقذ الآنية من الانزلاق في عصر نسيان الوجود والتفكير عنده هو الفعل المزدوج للوجود من جهة، والإنسان من جهة أخرى ويعبر الجانب الإنساني من التفكير عن تلق خالص فنحن لا نسعى إلى التفكير وإنَما يأتي التفكير إلينا فالتفكير تجربة أو اختبار لهبة الوجود وهو اختبار من الإله للوجود الإنساني وهذه العبارة سمعها غادامار في عام 1923 في حوار مع هيدغر عن التيولوجيا بوصفها مهمة للتفكير وتبين له أن الآنية المهمومة بأشكال الوجود هي البداية الصحيحة لتحقيق هذه المهمة فهي الموجود السائل عن معنى وجوده. إن الإله الهيدغري هو تجلي فكري ولغوي من خلال النظم الشعرية. إذن، للمفكر والشاعر رسالتهما ذلك لأن لهما حساسية متميزة تجاه العصر وما أصابه من خطر مع حالة غياب السؤال/سؤال الملاذ أو الخلاص من قبضة التقنية فاللغة هي مـأوى الوجود، فحقيقة الوجود حسب هيدغر تنكشف في فسحة اللغة سواء شعرًا كان أو فكرًا، وداخل هذا الأفق الشعري والفكري ترتسم معالم شعرية بين نمطين لإنتاج المعنى وتأسيس الحقيقة لذلك نستطيع بالتفكير وبالشعر أن نستعد لظهور الإله ونحن الآن نحيا عصر غياب القداسة وإذا أردنا استعادة الإلهي فما علينا إلاَ أن نفكر فيه وننظم فيه أشعارا وأن نستعد لانتظاره وأن نوقظ في أنفسنا الاستعداد لهذا الانتظار.
URI: http://dspace.univ-guelma.dz/jspui/handle/123456789/12670
Appears in Collections:Thèses de Doctorat

Files in This Item:
File Description SizeFormat 
الاطروحة مسيكة خولة.pdf2,4 MBAdobe PDFView/Open


Items in DSpace are protected by copyright, with all rights reserved, unless otherwise indicated.