خصائص الخيال العلمي في الجزائر ثابت الظلمة لأمل بوشارب أنموذجا

Abstract

تعتبر روايات الخيال العلمي في العالم العربي بصفة عامة، وفي الجزائر بصفة خاصة، تجربة أدبية فتية مقارنة مع بقية الأجناس الأدبية الأخرى، فأدب الخيال العلمي عرف اقبالا محتشم والمحاولات فيه لم تتجاوز أفق المحاولة والتجربة، إلا أن كل هذا لم يمنع هذه التجارب والمحاولات الروائية في حقل الخيال العلمي من أن تتجاوز أفق التوقعات والتكشير على أنيابها لترسم لنفسها تجارب ناجحة إلى حد بعيد، حيث كان لها الفضل في ترسيم تواجد هذا النوع الأدبي ضمن الخارطة الأدبية لتكون خير حافز للإقبال على هذا النوع الأدبي الذي يتميز بالجمع بين النقيضين الواقع والافتراضي، فالواقع يمثل المنطلق والأرضية التي ينطلق منها الراوي ليسمح لنفسه من تشييد عالم افتراضي يحاكي تصوراته، فيقوم على أزمنة مستقبلية تدور فيها أحداث تتماشى وذلك العصر وتحتضنها أماكن متخيلة، ليكون بذلك الافتراض في الرواية مواجهة للواقع وليس الهروب منه، ويكون الواقع امتدادا وتحصيل للافتراض، فرواية الخيال العلمي تسمح بتحطيم القيود المفروضة على باقي الأجناس الأدبية ،وبالتالي تحقيق رضا الداخلي عند الروائي من خلال تبليغه لرسالته المستقبلية أو عند القارئ من خلال إشباع الفضول الذي يسكنه، كما أن الجرعات الواقعية المدرجة داخل الرواية تحيل بدورها إلى شخصيات أو أزمنة وأمكنة وليدة الواقع، تضمن اتزان وانتظام المتن الروائي وسهولة هضمه بغية كشف الستار عن الآفاق المستقبلية والرسالة المراد إيصالها، وهو بالضبط ما تجلى في المحاولات الروائية التي طفت على سطح الساحة الأدبية الجزائرية، حيث مثلت رواية "ثابت الظلمة" لأمل بوشارب التي تندرج ضمن حقل روايات الخيال العلمي الذي تتميز بالكمال والنضج الأدبي، حيث سمحت الرواية برسم آفاق مستقبلية من خلال معالجة مواضيع مستقبلية يتوقع أن تكون مصير محتوم يتربص بالإنسانية، فكان ذلك بالجمع بين الجانب الواقعي والجانب الافتراضي اللذان فتحا باب الفضول على مصراعيه، فسعى للبحث عن ايجابيات الأسئلة التي تنهمر عليهم في الشق الواقعي فإن لم تجدوها هناك فالأكيد سيجدونها على إحدى الرفوف الشق الافتراضي