الأغنية الثورية في ولاية قالمة-دراسة موضوعية فنية

Abstract

يتمحور موضوع هذا البحث حول الأغنية الشّعبية الثّورية التي تعبّر عن واقع الشّعب، وانشغالاته إبان الثّورة التحريرية الكبرى، فكانت محمّلة بتعابير قوميّة لها وزن و وقع اخترق القلوب قبل الآذان، فهيملاحم شعبية تخلّد بطولات وأمجاد الجزائريين، وتصوّر معاناتهم من ويلات الاستعمار وجرائمه.وتجدر الإشارة إلى ما تبعثه هذه الأغاني الثورية من حماسة في نفوس الثوّار، فكانت كلّ كلمة منها كتلة نار ملتهبة توقظ القلوب و تزيدها استعارًا و تأجُّجًا جرّاء ما ارتكبه المستعمر الغاشم من ويلات و جرائم إزاء شعب بريء لم يطلب سوى العيش بحريّة في وطنه، مهد آبائه وأجداده. لقد تفاعل الشّعب الجزائري مع الثورة،و رأى فيها النّجاة و المخلص الوحيد من كيد الاستعمار الغاشم، واسترجاع السّيادة الوطنيّة المغتصبة، و قد كان ثمن هذه الحريّة دماء الشّهداء الأحرار، الذين دفعوا دماءهم النقيّة الطّاهرة مقابل نشر الأمن و السّلام في كافة ربوع الوطن. وحتىيمكنالتحكمفيجمعالمادة،تمحصرالموضوعفيولاية قالمة، و بعد جمع عدد لا بأس به من الأغاني الشعبية الثورية المنقولة شفاهة –في أغلبها- تمّت دراستها دراسة موضوعيّة فنيّة، تمحورت حول القيم التي وردت في الأغنية الشّعبية الثّورية،و لاسيما ما تعلق منها بالهويّة الوطنيّة، المرتكزة على الدّين و اللّغة و التعلّق بالأرض و العلم الوطني، كما اهتمت الدّراسة بذكر ما تعرّض له الشّعب الجزائري من ظلم و اضطهاد، وقساوة وحرمان من طرف العدو، الذي تمثّل في المستعمر الفرنسي وسياسته التخريبية في البلاد، إلى جانب مَن منحه الطّاعة و الولاء من العملاء الذين باعوا دينهم ووطنهم مقابل ثمن زهيد، وقد كان ذِكر الأبطال من أبناء الثورة الممجّدة محل اهتمام الأغنية الشّعبية الثّورية، إذ تغنّت ببطولاتهم، وخلّدت ذكراهم، و رصدت أبرز معاركهم، وتماشيًا مع طبيعة الموضوع، فقد اقتصر البحث على الأبطال و المعارك الوارد ذِكرهم في الأغاني الثّورية دون غيرهم، والحديث عن العتاد الحربي وأبرز الأسلحة المستعملة من الطّرفين؛ الثوّار والمستعمر. أمّافيمايتعلقبالمنهج،فقدتماعتمادالمنهج التّاريخي الفنّيلكونه الأنسب في عمليتَيْ الشّرح والتّحليل، وتوثيق الأحداث والوقائع من جهة، ولتوافقه مع طبيعة الموضوع من جهة أخرى، ونوع الدّراسة موضوعيّة فنيّة.